قتل الطفولة دليل الإفلاس الأخلاقي والسياسي الإسرائيلي / بقلم يزن

قتل الطفولة دليل الإفلاس الأخلاقي والسياسي الإسرائيلي / بقلم: يزن
التاريخ : 03 / 03 / 2008 الساعة : 15:57

مسلسل درامي جديد ترتكبه عصابات الاحتلال بحق طفولتنا البريئة المكلومة
ليس لذنب ارتكبوه سوى أنهم فلسطينيو الهوية ، مشاهد القتل المرعب والأشلاء الممزقة في كل حدث وصوب أصحبت المشاهد اليومية لأطفالنا الذين يعانون معاناة مزدوجة فهم حرموا من الاستمتاع بطفولتهم أسوة بأطفال العالم الذين يلهون ويمرحون بألعابهم ومتنزهاتهم ونواديهم من ناحية ومن ناحية أخرى كبروا قبل أوانهم على تحمل المهام والمسؤوليات الوطنية التي فرضتها ظروفنا الاستثنائية كوننا أطول احتلال وآخر احتلال في التاريخ ما انفك يوما عن عدوانه وهمجيته العنصرية والتي قلت كل شي حتى روح الحياة داخلنا 0

أن ما يقوم به العدو الإسرائيلي يدلل على حالة الإفلاس الأخلاقي والإنساني قبل السياسي باستهدافه للأطفال الصغار بل والرضع منهم ولم تكن هذه الأخيرة بل سبق وأغتال طفولة محمد الدرة وإيمان حجو ومحمد البرعى وغيرهما من الشهداء الصغار والآن يبرر جرمه عبر تصريحات جنرالاته العسكريين بأن الذنب الذي ارتكبه الأطفال هو كونهم يلهون بمنصات الصورايخ بعد إطلاقها محملين المسؤولية للمقاومين وليس لصواريخهم الهمجية العشوائية التي تضرب كل شي متحرك التي لم تعد تفرق بين عسكري ومدني طفل ورضيع شيخ و شاب والمبررات والحجج كعادتهم جاهزة ولم تحتاج لوقت لاختلاق المبررات لها 0

العالم كله ومليار مسلم وثلاثة ملايين تقريبا شاهدوا على شاشات الفضائيات عمليات القتل بدم بارد ارتكبت عبر كل ترسانة إسرائيل العسكرية وكأنها تقابل دولة تكافئها في العدة والعتاد فهم المعتدي ومغتصبي الأرض ورغم ذلك يظهرون للعالم بأنهم أصحاب الحق وأن ما يرتكب من جرائم بحق المدنيين والأطفال الفلسطينيين هو من قبيل الدفاع عن النفس وحماية المدنيين الأسرائيلين من ضربات المقاومة البدائية والمحدودة النطاق ، هذا هو العالم الذي بات يتعامل مع الدعاية الصهيونية الباطلة التي تبث عبر حلفائها وأعوانها ووسائل إعلامهم المضللة للعالم في الوقت الذي يسيطر الصمت المطبق والمميت على القادة والزعماء العرب الذين لا تحركهم دماء وأشلاء الأطفال الممزقة والمبعثرة في الطرقات ، ولكن الشعوب ما زالت تنبض بالدماء ولكن ردة فعلهم ما زالت محدودة لا ترتقي للحد المطلوب من أدنى التضامن الإنساني والعربي لما يحدث داخل قطاع غزة وينتهي هذا الإحساس بمجرد انتهاء الحدث والاستعداد لحدث جديد 0

أكاد أجزم بأنه لم يوجد شخص في العالم لم تهتز جوارحه وضلوعه ولم يتأثر بالمشاهد التي بثت عبر الفضائيات للمجازر المتتالية التي ارتكبت بحق الأطفال التي لم تكون مجزرة أمس آخرها سيما وأن قادة الاحتلال الصهيوني أعلنوا مرارا عن عبر وسائل إعلامهم باستمرار الحرب الشاملة على قطاع غزة لحين تحقيق أهدافها التي رسمت من قبلها 0

هذا الواقع الأليم يجعلنا أقرب من أي وقت مضي وأحوج إلى رص الصفوف وتوحيد الكلمة والسلاح والمقاومة معا في وجه العدو الأوحد للجم هذا العدو ومجابهته بقوة الوحدة حتى لا تضعف و تنهار قوانا الداخلية أكثر من ذلك فحالة التشرذم والانقسام الداخلي كانت سببا مباشرا في تمادى قوات الاحتلال في العدوان الشامل الذي لم يسبق له مثيل مستفيدة من حالة الترهل الفلسطيني

أتمني أن يفكر القادة السياسيون مليا في وضع سكان القطاع الذين باتوا يتلقون الضربة تلو الضربة ويدفعون ثمن الاختلاف السياسي فرأفة بالمليون والنصف فلسطيني الذين باتوا في مواجهة الموت في كل لحظة أما أن الأوان يا سادة أن نتفق ولو لمرة واحدة ونضع نصب أعيينا المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وقضيته المهددة بالنسيان والضياع في حالة استمرار الانقسام والتلاسن والتراشق الإعلامي عبر وسائل الإعلام التي يحمل كل طرف المسؤولية للطرف الآخر والخاسر الوحيد هو الشعب والمنتصر والمستفيد الأوحد الاحتلال .