بيان صادر عن نقابة العاملين – جامعة الأزهر في الذكرى الستين لاغتصاب فلسطين

بيان صادر عن نقابة العاملين – جامعة الأزهر في الذكرى الستين لاغتصاب فلسطين

الأربعاء / الموافق/14/5/2008م

وتمر ذكرى أخرى للنكبة، الذكرى الستون للاقتلاع والتشريد والإرهاب بحق الشعب الفلسطيني، ستون عاما من التشريد والعذاب والمعاناة والآلام. ستون عاماً من التشريد في أصقاع العالم، ستون عاما من الشجب والاستنكار والتنديد الدولي وما زال الشعب الفلسطيني هائماً على وجهه، منكوبا بعد أن سلبت حقوقه وانتزع من أرضه لتوطين أناس جاءوا من مختلف أنحاء العالم ليشتتوا الفلسطينيين في مختلف زوايا العالم.


رغم كل هذه الرحلة الطويلة في درب الآلام، ورغم المعاناة والتضحيات الجسام التي طالت كل ممتلكات الشعب الفلسطيني حتى أرواحه الطاهرة التي لم ترتكب أي ذنب كونها مدموغة بالهوية الفلسطينية.


ستون عاما من النكبة وشعبنا الفلسطيني قد اقتلع منه أكثر من ثلثيه من أرضه وهو يعاني الويلات، والظلم ،و العسف ويعيش حياة البؤس والتشريد في المخيمات.. وما زال يسير في درب الآلام الطويلة يعاني الأمرين: مرارة التشريد، ومرارة حياة القهر في ديار الأغراب.

ظن البعض انه بعد هذه السنوات الطويلة من العذاب والآلام سيصل شعبنا إلى قناعة التخلي عن حقوقه في أرضه ودياره، خاصة بعد تراجع الدعم والتأييد له في المحافل العربية والدولية وتقبل الحقائق والوقائع التي أحدثها الاحتلال على الأرض.

ستون عاما من المهانة، و مصادرة حقوق شعب بأكمله.. وبعد كل هذه السنوات التي شهدت مئات المجازر بحق الشعب الفلسطيني، لم نسمع ولم نر سوى بيانات الشجب والاستنكار والتصدق ببعض الأموال من هذه الجهة او تلك، ظنوا ان هذه العقود ستنسى شعبنا ما تعرض له من مذابح، وينسى قراه التي دمرت، وينسى أرضه وممتلكاته .. لكن بعد هذه السنين العجاف، ما زال الشعب أمينا لشهدائه وأسراه ومنفييه ولحقوقه المكفولة دوليا.. مرت كل هذه السنوات وما زالت كل تلك القرى التي أبادها الاحتلال البالغ عددها 531 شاخصة في أذهان قاطنيها.

ورغم انصرام كل هذه السنوات، بما حملته من ذكريات أليمة و مريرة في ذاكرة الفلسطيني الذي تكالبت عليه أغلب القوى لتحويله إلى لاجئ حتى في أرضه، إلا انه لا يزال يحمل هويته ووطنه في قلبه. ففلسطين تعيش اليوم في قلوب ما يقارب من ثمان ملايين فلسطيني يعيشون في الوطن والخارج. وستبقى كذلك حتى يسترجع الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة المكفولة دوليا.

كل هذه الأعوام تمر .. ويزداد فيها تشبث الفلسطيني بحقوقه التي لا تسقط بالتقادم رغم تكالب الظروف والمؤامرات المتعددة الجنسيات.. وستثبت الأيام أن من بين الأشياء التي يعتز بها الشعب الفلسطيني ذاكرته التي يكتنز فيها الكثير من الذكريات التي لا يغيبها إلا الموت..

وطالما أن هناك فلسطيني على قيد الحياة، ستبقى حقوقه مصانة ولا بد في يوم من الأيام أن يعود الحق لأصحابه طال الزمن أو قصر. والتاريخ علمنا أن الاحتلال إلى زوال طال الزمن أم قصر، وحتما سيأتي ذلك اليوم الذي ستتحول فيه مستوطنات الاحتلال إلى آثار من الماضي الاحتلالي.

في هذه المناسبة المريرة على نفوسنا و شعبنا الفلسطيني يقدم الشهداء والجرحى والأسرى ويعاني شعبنا ويلات الاحتلال فإننا ندعو كافة القوى في شعبنا الفلسطيني إلى الوحدة ورص الصفوف والوقوف خلف قيادتنا الشرعية بقيادة الرئيس محمود عباس لمواجهة التحديات التي نمر بها حتى تحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .

ندعوكم إخوتنا في الهيئة التدريسية الحديث عن اغتصاب فلسطين يوم الخميس الموافق 15/5/2008 للحديث مع الطلبة حول نكبة فلسطين.



عاشت فلسطين حرة عربية عاش نضال الشعب الفلسطيني

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

الشفاء للجرحى والحرية للأسرى